توثيق الرياضة السعودية- تأخير طال أم تأجيج للشارع الرياضي؟
المؤلف: عابد هاشم08.07.2025

لعقود طويلة، عانى تاريخ الرياضة السعودية من إهمال جسيم في التوثيق الرسمي، وهو ركن أساسي يعكس مسيرة الرياضة السعودية وإنجازاتها. ظل توثيق بطولات الأندية الرياضية السعودية قضية خلافية دائمة بين الأندية، بسبب غياب التوثيق الموثوق من قبل الجهات الرياضية المسؤولة. حتى بات الجمهور الرياضي يتخوف من أن يلقى هذا التوثيق المصير نفسه الذي لاقته ركائز الاحتراف الأخرى، مثل الخصخصة، من تهميش ونسيان.
ولكن مع ظهور مبادرة التوثيق مؤخرًا، استقبلها الشارع الرياضي بأمل حذر، معتبرين أن "أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا". وكان المتوقع أن تولي الجهات الرياضية المسؤولة هذا المشروع الهام اهتمامًا بالغًا ورؤية استشرافية، وأن تنتقي فريق عمل يتمتع بالخبرة والكفاءة في مجال التوثيق الدقيق، ويستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. وكان من المأمول أن يقوم هذا الفريق بجهود مكثفة، مكتبية وميدانية، تشمل زيارة جميع الأندية الرياضية السعودية، وخاصة تلك التي حققت بطولات، ومنح هذا العمل التوثيقي الوقت والجهد اللازمين، والتحقق المباشر من الوثائق والشواهد المتوفرة لدى كل ناد.
مع الأسف، تعرض هذا "المشروع" للتهميش والإهمال، بدءًا بخبرة وكفاءة فريق العمل، ومرورًا بآليات العمل التي اقتصرت على الجانب المكتبي، مع إهمال العمل الميداني وزيارة الأندية الرياضية المعنية، والاطلاع عن كثب على الوثائق الرسمية التي تثبت البطولات.
لذا، لم يكن من المستغرب أن يُقابل هذا العمل المختزل باستياء وغضب واسع النطاق، مما أدى إلى تأجيج الشارع الرياضي وإصدار بيانات متذمرة ومعترضة من قبل معظم الأندية الرياضية المعنية. فهل كان هذا الإجماع على خطأ، وكانت اللجنة على صواب؟ وهل شغلت نتائج اللجنة المستفزة الشارع الرياضي بكل أطيافه بدلًا من انشغاله بمنتخب الوطن في هذه المرحلة التنافسية الهامة؟
من أبرز جوانب هذا الموضوع وتداعياته، كانت الحلقة المتميزة من برنامج "كورة" الذي يقدمه الإعلامي تركي العجمة، والتي استضافت عبدالعزيز الغيامة وعبدالله وبران ومحمد الصدعان، بحضور رئيس لجنة التوثيق تركي الخليوي. تجسدت في هذه الحلقة أعلى معايير المهنية الإعلامية والمواكبة الآنية، وتميزت بالشفافية من قبل الجميع، وخاصة من قبل الإعلامي الصريح والمتمكن عبدالعزيز الغيامة. والله ولي التوفيق.
• خاطرة:
يبدو أن إثارة غضب الشارع الرياضي قد أغرت حتى الكبار!
فاكس 6923348